بلادي نت-
أعلن العراق ترحيبه بالجهود السعودية لحل الأزمة اليمنية وإنهاء الصراع، بما في ذلك الجهود التي قادت إلى «اتفاق الرياض» في 2019، وذلك خلال مؤتمر صحافي في بغداد، الأحد، جمع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مع نظيره اليمني أحمد عوض بن مبارك.
وفي حين أعرب الوزير العراقي عن رغبة بغداد في عودة عمل سفارتها لدى اليمن عقب استقرار الأوضاع، أكد أن بلاده تأمل عودة الاستقرار إلى اليمن، وتدعم التهدئة والحوار بين جميع الأطراف فيه.
وأشار حسين إلى وجود وقف إطلاق نار وهدنة غير معلنة في اليمن، وقال إنه يتمنى أن يتحول ذلك إلى حالة سياسية وحوارية بين جميع الأطراف اليمنية، مبدياً استعداد بغداد للمساهمة في هذا المجال.
وقال: «لدينا علاقات جيدة نستطيع تسخيرها في خدمة الاستقرار والأمن في اليمن، ونستطيع أن نتحرك إقليمياً ضمن هذا الإطار، وإذا ما كانت هناك حاجة فنحن مستعدون لكي نكون جزءاً من الحل».
وشدد الوزير العراقي «على ضرورة تحسين الوضع الإنساني في اليمن، وتسهيل دخول المواد الإغاثية، معبراً عن دعمه للجهود كافة في هذا المجال»، مستدركاً بالقول: «بالنتيجة لا بد من أن تصل الأطراف المتصارعة إلى حل من الناحية الاقتصادية، يستطيع أن يكون بخدمة المجتمع اليمني بشكل خاص».
وأوضح أن بغداد تتطلع إلى التنسيق مع الحكومة اليمنية لإرسال وفد عراقي، وفقاً لمقترح من أحد الأجهزة الأمنية العراقية لغرض متابعة أوضاع الجالية العراقية هناك.
إشادة يمنية بدور بغداد
وأشاد وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك خلال المؤتمر الصحافي، بالدور العراقي الإيجابي في القضية اليمنية وتحقيق الهدنة، وفي التمهيد للاتفاق السعودي الإيراني. وقال: «هناك هدنة، ونحن ملتزمون بها، وآن الأوان لإنهاء الحرب في اليمن، ونحن مستعدون لتنفيذ اتفاق السلام في البلاد». وأشار إلى أن بلاده «تعاني من حرب اقتصادية بسبب تدمير مواني تصدير النفط» وإلى «الصعوبة في إيصال المساعدات الإغاثية».
وعبَّر الوزير بن مبارك عن ترحيبه بأي وفد قنصلي عراقي يزور بلاده، قائلاً إنه «سوف يحظى بكل التسهيلات من قبل الحكومة اليمنية».
إلى ذلك، أفاد الإعلام اليمني الرسمي بأن بن مبارك عقد جلسة مباحثات سياسية مع نائب رئيس الوزراء وزير خارجية العراق فؤاد محمد حسين، لتعزيز العلاقات بين البلدين.
ونقلت وكالة «سبأ» أن المباحثات تناولت مستجدات الأوضاع السياسية والاقتصادية في اليمن؛ حيث تطرق بن مبارك إلى تعنت ميليشيا الحوثي في تمديد الهدنة ووقف الحرب، ورفضها التعاطي مع الجهود الأممية والإقليمية المبذولة لتحقيق السلام، واستمرارها في ممارسة الانتهاكات بحق الشعب اليمني.
وتطرق بن مبارك إلى الحرب الاقتصادية التي تشنها ميليشيا الحوثي، من حصارها لمدينة تعز، وقصفها المواني اليمنية المستخدمة في تصدير النفط، وممارسة ضغوطها على التجار بعدم استخدام ميناء عدن لاستيراد بضائعهم، مما أدى إلى وقف أعمال الميناء، وهو ما انعكس سلباً على الاقتصاد الوطني والأوضاع الإنسانية في عموم اليمن.
وخلال اللقاء -كما أفاد الإعلام اليمني الرسمي- تم التوقيع على اتفاقية التشاور السياسي بين وزارتي خارجية البلدين، كما تم الاتفاق على السعي إلى تعزيز وتطوير العلاقات، من خلال استئناف انعقاد اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، والتنسيق في منح مزيد من التسهيلات القنصلية بين البلدين.
وأوردت وكالة «سبأ» اليمنية أنه تم خلال جلسة المباحثات تبادل وجهات النظر حول عدد من التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وبخاصة فيما يتعلق بحل الأزمات بالطرق السلمية، وبناء جسور الحوار لإنهاء الصراعات بكل حيادية، حِفظاً وصوناً للنظام الدولي.